محاضرو موسومة بـ: الصريح والكناية


الصريح والكناية ودلالة كل منهما

اللفظ الصريح ما كان دالاً على معناه بوضوح لا يحتاج معه إلى بيان مراده منه ، ويزداد وضوحاً إن كان مستعملاً في أصل الوضع اللغوي ،ويمكن أن يمثل له رجل لآخر : بعني هذا البيت بعشرة آلاف درهم ، فهذا بيص صريح واضح لا يحتمل معى الإجارة أو الهبة ، ولو قال لامرأته أنت طالق فهذا صريح في فك عرى الحياة الزوجية . وأما الكناية فهي من التستر والتخفي ، وقد يكون معنى اللفظ غير ظاهر بل هو متخفٍ، ويحتمل أكثر من وجه ، ولا نجزم بأن المراد به هذا المعنى دون غيره ، كما لو قال لزوجته إلحقي بأهلك ، فهذا اللفظ يحتمل الطلاق ويحتمل غيره ، وإن أردنا أن نعرف المعنى فعلينا بسؤاله عما قصد به . وبناء على ذلك فإن الصريح لا يحتاج إلى نية لمعرفة المراد به ، وأما الكناية فهو المحتاج إلى ذلك ، فمن قال لولده : لستُ أباك فليس هذا قذفاً ، وإن كان يحتمل ذلك ، ولا بد من سؤاله عما قصد للقول بأنه قذف أو لا .